الخميس، 29 مايو 2014

وغابت حمرة الحياء !!



 
 
( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ) الأحزاب 67

 

يا ليتنا .. هكذا تمر علينا آيات الله عز وجل دون وعي منا ، ننسى يوما تتقلب فيه الوجوه في النار ، وجوهنا التي طالما تفاخرنا بها ، اغتررنا وامتلأنا كبرا وتعاليا بسببها ونسينا من صورها !! نسينا خالق الوجوه ربنا عز وجل .. فعصيناه وتمادينا فضيعنا الأمانة .. غفلنا وسط أمواج الضلال التي تجرفنا في بحرها العميق ..
 
قال الأحنف بن قيس : عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر !!

رحلنا في سفينة المعاصي تتقلب بنا في البحار نعّب منها هنا وهناك .. نتفاخر بها ونجاهر كلما انغمسنا دون أن يعتري وجوهنا الخجل !!

وغابت حمرة الحياء عنا مقاطعة فاسودت على إثرها الوجوه !!

وابتعدنا .. أطعنا الكبراء والسادة فأضلونا .. تركنا أوامر الله ورسوله ، وظننا أننا حققنا الغاية ووصلنا للنهاية ، والمطاف مظلم علينا .. غاب عنا أن الغاية هي الطاعة لله والعبادة التي هجرتنا لمعاصينا ..



 

هجرنا كل الأوامر .. التي تعظنا ، تركتنا في مجوننا وبغينا نصارع وحدنا ..
قال القاضي عبد الوهاب بن علي المالكي :  جعنا فعشنا ، فلما شبعنا متنا ..
هكذا الشبع يقتل المرء ، يغمسه في شهواته دون شعور فيحترق بمعاصيه وتحترق الوجوه ثم تقلب في النار نادمة ، غطاها العرق والصديد النازف وسط صياح بلا منقذ .. وعدنا نترجى الله أن يخفف عنا ..

أينهم من كانوا سبب صدودنا ؟؟

أين من انغمسنا لأجلهم في بحر الذنوب ؟؟

أينهم بعد أن لاقينا المصير الذي أخبرنا به ربنا سابقا فما اكترثنا !!!

 
 
كم صفقنا في الدنيا للعويل والضجيج !! نسير وراءهم هكذا دون أدنى تفكير ، مغمضي الأعين .. مخدرين .. نهتف وسط الضجيج أننا خلف كل صوت دون تمحيص لهذه الأصوات ..
 



ليتنا رتلنا ووعينا ما مر علينا من آيات الله عز وجل ،
ليتنا أدركنا كيف السبيل لتخليص وجوهنا من التقلب في النيران ،
ليت الحسرة كستنا في الدنيا قبل أن تكسونا في الآخرة فعدنا وتبنا ورجعنا لأصلنا وهو العبادة ..
ليت الشعور بالرحيل للسماء سيطر علينا
لارتقينا وارتفعنا للعلا وسعينا فقط لمرضاة الله ربنا وشفاعة رسولنا صلى الله عليه وسلم ..
ولوصلنا لدرجات العارفين ، سئل أبو بكر الشبلي : ما علامات العارف ؟ قال : صدره مشروح .. وقلبه مجروح .. وجسمه مطروح .

الأحد، 11 مايو 2014

سفر الروح ...


  


 
   نرمي بقصاصات أفكارنا التي تختبئ في الأوراق محتوية كل حياتنا ومشاعرنا الخارجة منا لحظة ضعف .. نسطرها لتحكي روايات وقصص ، بعض الأفكار والخيال يملأ حياتنا ، تحمله رؤوسنا ممتلئة بها من حين لآخر .. تسبح وسط موج أرواحنا المتعبة ، ليت كل قلب يستطيع قتل كل فكرة تقتحمه لتتبعه .. تعبث برأسه فتحرمه الراحة والأمان .. ليتنا نستطيع التجرد من كل وجع ..
 
 

التجرد يعني أن نحيا لحياة تختلف عن حياتنا المشبعة بالعبث ، أن نتجرد من كل ما يؤلمنا نسافر عبر روحنا للسماء ، كل أفكار التجرد المختلفة لا تموت بسهولة ، مطاردة أفكارنا وتعقبها ليس بالأمر الهين فما أسرع افتقادها حين تكون جميلة وما أصعب طردها حين تكون باعثة للألم ؟؟

 

متى نستطيع التخلص من الآلام الموحشة التي تبثها أفكارنا في العقول فتخنقنا ؟؟

 



أن نلغي الألم غاية المنى لكن الحياة دروس من الآلام تعلمنا ، تدعونا لنحياها فيتعلم منا القريب والبعيد ، تصيغ حكاية الدنيا وسط هموم حتى في الأفكار ، نتألم فنتعلم فنترقي لنصل لدرب الأمان ..

 

( جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ولكن الأجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته / جبران خليل جبران ) ...

 



التجرد من الدنيا من القيم الجميلة التي تنبثق في أرواحنا ، كل الأشياء تنبثق من قيم عظيمة نحياها ، تخرج لحظة حاجتنا لها فتخبرنا أنها تعيش في غور أعماقنا دون أن ندرك ذلك ، تخرج إلينا دون شعور منا لتسكننا ساعة ضجر ... تعلمنا أننا نملك بها الكثير دون أن ندري ...