يتولد من
بين العلم بالله تعالى ومعرفة أسمائه وصفات ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها
وآفاتها خلق التواضع وهو انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة بعبادة فلا يرى
له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله
وهذا خلق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبه ويكرمه ويقربه بخلاف المهابة التي هي
الدناءة والخسة وبذل النفس ..
والتواضع
لكل طالب حظ لمن يرجو نيل حظه منه ، فهذا كله ضعّة لا تواضع والله سبحانه يحب
التواضع ويبغض الضعة والمهانة ..
قال صلى
الله عليه وسلم :" وأوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على
أحد ولا يبغي أحد على أحد " رواه مسلم
..
والتواضع
المحمود على نوعين :
النوع
الأول :
تواضع العبد عند أمر الله امتثالا وعند نهيه اجتنابا
فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ في الأمر هربا من العبودية وتثبت عند نهيه طلبا للظفر
فإذا تواضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه فقد تواضع للعبودية ..
النوع الثاني :
تواضعه لعظمة الله وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه فكلما شمخت نفسه ذكر عظمة الرب تعالى وتفردّه وغضبه الشديد على من نازعه فتتواضع إليه نفسه وينكسر لعظمة الله قلبه ويطمئن لمهابته ويخبت لسلطانه وهذا غاية التواضع ..
( الروح / لابن القيم )
كتبت بتاريخ 28 يونيو 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق