السبت، 18 سبتمبر 2010

باص المدرسة .. بيب بيب


ها هو برنين بوقه يطل علينا بعد أن وقف برهة من الزمن ليخبرنا بأننا عدنا .. بيب بيب
.. ينادي بين شوارع البيوت ويقف قرب أبوابها ليحتفل معنا بعام جديد .. عام يطل علينا نسأل الله خيره ونعوذ من شروره ..

لكن .. هل يحتفل صغارنا معنا ؟

أرى بعض وجوم على الوجوه فهي ليس كعادتها والسبب انتهاء الإجازة .. لا أعرف سببا للوجوم سوى أننا لم نعلمهم كيف يحبون المدرسة .. ولم تستطع إدارة التعليم أن تلقنهم حبها ولو استطاعت لما وجدنا وجوها كالحة في هذا اليوم .. لا أدري متى نرى وجوه صغارنا في أول يوم للمدرسة كوجوههم في يوم العيد ..

إن بيئة التعليم غدت بيئة مملة بالنسبة لهم ، فطرقنا التقليدية في منحهم العلم عفا عليها الدهر وشرب ونحن ما نزال كما نحن ، لقد كبرت عقول صغارنا وأصبحت تساير التقدم التقني وتفهم ما لا يفهمه بعض معلمونا ولهذا للأسف أصبحت المدرسة في واد والطلاب في واد آخر ..
بيب بيب .. لو كان صغارنا ينتقلون لمدارسهم كطلاب كولومبيا الذين يعيشون في الجبال وينتقلون إليها عبر التعلق بحبل حديدي على ارتفاع 400 متر وليس على أرصفة الشوارع والحافلات
هل كانوا سيقبلون على التعليم كما طلاب هذه القرية ؟

هل سينطلقون في الهواء الطلق يوميا بهذه الوسيلة محبة في العلم ورغبة فيه ؟
 إن منطقتهم تبعد عن عاصمة كولومبيا بوغوتا مسافة 64 كم ..


بيب بيب ..
 ربما يكون لصوتك هذه المرة صدى مختلف صغيري وربما كعادتك تكون منزعجا وتلقي بكلماتك ورفضك كالرصاص :

( أف .. لو استمرت الإجازة بلا انقطاع لكان أفضل )
( لا أريد الذهاب للمدرسة )

هكذا بكل بساطة ومن أول يوم دراسي .. نسمع ونتأمل ونتعجب ونبدأ في ترغيب صغارنا بالذهاب ..
لا أعلم كيف أصبح التعليم شيئا لا يرغب فيه الصغار وأرى أننا نشترك جميعنا في هذه العوامل التي نفّرّت أحبتنا من التعليم ..

صغيري لا يترك الكتاب .. يحب القراءة ويحرص عليها ويأتيني بمعلومات جديدة ومضحكة في بعض الأحيان ومع ذلك فموقفه تجاه المدرسة مختلف ، ربما لمناهجنا المنفرة والتي تقتل كل بيئة إبداعية غضة تتلقى العلم في وسطها سبب وأتمنى أن تتغير وتوضع وفق وسائل وطرق ترغب الصغير في تلقي العلم وتحفزه عليه  ..

وربما كان للمعلم الذي يغلب على أسلوبه التنفير دون تحبيب الصغار وغرس المعاني التي يحتاجونها دور .. أعتقد أن شعور الكثيرين منهم بأنهم يؤدون وظيفة فحسب سبب انتكاسة لصغارنا وإقبالهم على المدرسة .. أصواتهم المتذمرة .. تأففهم .. مسارعتهم في تأمل حصصهم الدراسية وكأنها عبء فوق كاهلهم من أقوى الأسباب وكم تكرر مثل هذا الكلام لكن هذه الفئة موجودة ولنا الحق في تمني أمنية التغيير لأفكارها .. فالتغيير في المعلم ونفسه قبل كل شيء لابد من حب للعمل ليكون نموذجا يحتذى به في هذا المجال ..



معلمي .. ها أنا مقبل عليك بكل مودة فأقبل علي بمثلها ..
وتأمل مساحة الفرح في عيني وأنا على الكرسي في فصلي أتأمل سبورة التعليم ..
دع ابتسامتي دائمة ولا تحرقها بعبوس لا أدري له سبب ..
وتأكد حينها أن شغفي للتعليم لن ينتهي طالما أنك تقف إلى جانبي ..

وكل عام ومدارسنا من تقدم لآخر ..  


هناك 4 تعليقات:

عبيد الكعبي يقول...

مرحبا اختي ..

كانت لي مقالات في مجال التعليم يتحدث عن حال مدارسنا هذه الايـام ، فكما ذكرتي هي بيئة مملة جدا ، ولا اعتقد أن الطلاب مستمتعين بالدراسة ومتحمسين ، وكأنهم مجبورون على الواقع المفروض عليهم ..

كم عدد المدارس التي طبقت فكرة الدراسة في حديقة المدرسة أو الذهاب لأمكان خاصة بالدرس مثل درس عن الطيور يكون هناك رحلة لحديقة الطيور ويكون الشرح هناك ..

أفكار كثييرة تجعل من المدرسة بيئة تعليمية ..

اليوم في الإذاعة سمعت إحدى المتصلات تُثني على استقبال المدرسة للطلاب وتوديعهم ..وهي مبادرة جيدة ..

عقبال تغييرات آخرى إيجابية ..

وشكرا

رذاذ المطر يقول...

بارك الله فيك أخي الفاضل عبيد

البيئة التعليمية ما زالت تحتاج الكثير ، مع وجود معلمين مبدعين ويبذلون أقصى جهدهم لكنهم
قليلون بالنسبة لعدد المدارس
وعدد الطلاب والغالبية يغلب عليهم
التعليم التقليدي ، نسأل الله أن يحقق
لأبنائنا ما يتمنونه من حقل تعليمي
مميز لنزرع حب المدرسة في قلوبهم ونغرس
فيهم الرغبة للعلم والتعلم ..

الشاعرة حنان بديع يقول...

قلمك رائع .. شكرا لك ..واعدك بالزيارة

رذاذ المطر يقول...

أختي حنان حياك المولى
وأنتظر زيارتك

جزاك الله خيرا وبارك فيك