السبت، 4 ديسمبر 2010

ونجم عام قد أفل ...








هكذا يقترب منا نهاية عام .. تتقاطر أيامه بين أيدينا كما حبات الماء .. نحاول البحث عنه في صفحاته لعلنا نتذكر أوراقا بيضاء تسربت من خلاله وكل له أوراقه الملونة ولكننا أيضا نمتلك أوراقا بيضاء ناصعة .. تقودنا وسط معمعة الطريق وترحل بنا قائدة .. ولكننا حين نحصيها ربما لا تقنعنا ولا تكون ما تمنينا وربما أوراقنا الملونة زادت عليها وهذا حال الكثير ..



يمضي النهار ويرحل وتتبعه أعيننا .. يمضي دون أن ندركه .. ثم نأتي كل عام لنعقد عهدا جديدا مع أيامه القادمة ونطوي صفحات مضت .. نطويها ونتعلم منها ألا نعيد ما فيها من ألوان مبعثرة .. نطمح أن تكون صفحاتنا كلها مشرقة .. نسعى دوما لتقديم الأفضل .. الأفضل بين ما هو موجود ويمتلئ الكون به .. نبحث عن الجديد الذي ينهض بأرواحنا .. يرتقي بها ويكون ضياء تستثمره نفوسنا لتكون أفضل مما كنا عليه .. أن نبحث عن الإنجاز ونعيد تقييم مشاريع حياتنا ..



هل قدمنا ما يتوجب علينا ؟

وهل أنهينا كل ما علينا من مشروعات أم بقي أكثرها معلقا كعادتنا التي تصيبنا بالملل فتقتل كل انجاز فينا ؟

هل هناك ما يدعونا للمبادرة من ألج الاستمرار والانجاز ؟



حين نتذكر صوت أمتنا الذي بات ينادي علينا ندرك قيمة العمل .. نبتعد عن الوقوف الذي يقتل الهمم ونبادر بكل جهد يدعونا أن نكمل حياكة الثوب لا ترقيعه بما لا ينفع .. حين نرى الأيام تسابقنا علينا ألا نتركها هكذا ترحل منا وتتساقط كتساقط حبيبات الرمال بين أصابعنا .. إن تعلم الاستمرار والممارسة والبحث عن الحلول الجذرية للتخلص من وهن النفس ومرضها أمر لا يمكن تجاهله .. حين نقارن أنفسنا مع من سبقونا من علماء ومع من هم خير منا كيف استنفذوا طاقاتهم للبناء وكيف لخصوا همومهم للنهضة بالنفوس وتقويمها فخلدوا ثروة هائلة تنهض بأرواحنا ليومنا هذا ندرك ساعتها قيمة الكلمة .. وقيمة العمل وصوت الجهد الذي يستصرخ فينا كل كسل نحياه ..



كم أسائل نفسي ماذا قدمنا ؟

أقصى جهد بما هو ذلناه وهل اعتبرنا أنفسنا لبنات للنهوض بالأمة أم مجرد أفراد يعبرون الحياة ويمرون عليها مرور الكرام !!..



أشعر بارتعاشة حين أرى ذاتي بعيدة .. وحين أرى الصفوف تسير دون توقف .. هي مستمرة وتنتظرنا أن نكون ضمنها فلا نتأخر ولا نكون في نهايتها .. هذا ما تريده منا أمتنا وما علينا تداركه فهل وعينا ؟



حين أتأمل مآثر العلماء وما خلفوا من ثروات نرتوي منها جيلا بعد جيل أقول كيف أدركوا قيمة الزمن وكيف قسموا أيامهم لتكون هذه المحصلة ؟ الحقيقة التي نغفل عنها أنهم جعلوا ربع يومهم لدنياهم ونحن جعلنا ثلاثة أرباع يومنا لدنيانا ، هم جعلوا غالبية يومهم لدينهم ونحن فضول أوقاتنا كانت لديننا وربما أقل فخسرنا وسبقنا الكثيرون !! أفلا نعيد القسمة بالعدل لنحقق التوازن في حق أنفسنا وحق أمتنا لنكون أصحاب أثر يبقى على مر الزمن ؟؟



ها هو عام جديد يطل علينا ويطوي صفحة عام مضى .. بكل معاناة عانتها أمتنا التي ترنو إلينا .. تنتظر الأمل المشرق منا .. وتأمل ألا نخيب تفاؤلها فينا ..



اللهم اجعل عامنا هذا عام خير وصلاح وعودة للكتاب والسنة ..







هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

الأخت الفاضلة: خولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرلك تواصلك الطيب والعطر
وتقبلى خالص تقديرى واحترامى
وكل عام وأنت بخير
بارك الله فيك وأعزك

رذاذ المطر يقول...

أخي الفاضل محمد
بارك الله فيك وحفظك